راودني شعور بأكل قطعة من البقلاوة عندما كنت في اسطنبول الاسبوع الماضي. وعنما طلبتها كان الطعم مميزاً جدا وبها العديد من المواد اللتي تتفاعل معا لتخلق ذلك الطعم الهائل في كل أنحاء الفم، تلك الرقائق لعجينة البقلاوة الهشة وطبقة الفستق اللذيذ وقطعة رائعة من الايسكريم قد وضعت في وسطها بين الرقائق والفستق.  جلست أتأمل هذه القطعة وتخيلت صانعها وكيف فكر فيها ولماذا فكر فيها؟ وبعد أكلها بقى مذاق ذلك الطعم المميز في ذاكرتي لمدة طويلة.

كنت أحب الحلويات وأنا صغيرة ولكنني توقفت عن ذلك لاسباب صحية بحتة. وعندما قضمت اول لقمة من تلك البقلاوة احسست بأن مشاعري كلها قد تفتحت وقد عادت لي تلك الذكريات القديمة، ولكن هل سأتهور وابحث عن البقلاوة في كل مكان اذهب إليه؟ لا أعتقد ولكن ربما سيحدث ذلك بين الحين والاخر طالما كنا سعداء

الجلسة المريحة ولقاء الابناء والاحفاد والاهل والاصدقاء كلها تنادي الانسان لتستخرج من قلبه المشاعر وتلهمه لان يكون أفضل ما فيه وبالذات عندما يتذكر بأن حياته ممكن ان تتوقف لو أنه ابتعد عن هذه الدائرة التي تربطه بالحياة. الرفقة والصداقة والحب هي عدة أوجه لشيئ واحد وهو الشعور بالسعادة ولا بأس بأن تكون هذه اللقاءات متركزة على كوب من القهوة أو إستكان من الشاي والحديث الشيق، ولكن لا بأس ان يدخل في هذه اللقاءات صحن من البقلاوة بالايسكريم وذلك لأن البقلاوة هي فكرة جيدة جدا أحياناً بل ربما دائما

عندما يلتقي الانسان بالاشخاص الذين يحبهم ويتكلمون حتى عن المواضيع التافهة ويضحكون ويحيطهم جوٍ من المرح لا بد أن تكون هناك هنيهة يحس بها الانسان بأنه محتاج الى قطعة من البقلاوة لتكمل هذه اللقاءات