الحُبُّ هو القوة التي تدفعنا إلى الإمام لفعل أيِّ شيءٍ مِن أجل أُمٍّ أو أبٍ أو ابنٍ أو صديق. الحبُّ هو الطاقة التي لا نتوانى عن استنفادها لإنقاذ حبيبٍ او أخٍ او أُختٍ أو أُمٍّ أو أب. وماذا عن الابن! ذلك المحبوب الذي بقيَ في أحشائك تسع شهور؟ ماذا سيفعل الحبُّ لو حدث لهُ/ لها شيء. حُبُّنا يجعلنا خلاّقين ويعطينا صفات السحر لنخلق شيئًا مِن لا شيء، الحُبُّ هو الصفة الخفيّة التي تنبع مِن مكانٍ ما في داخلنا ولا نعرف مِن أين؟ الحُبُّ هو الشعور الذي يكمن بداخل كُلِّ مخلوقٍ سواء نحن أم القطط أم الكلاب أم غيرها من الحيوانات. الحُبُّ هو كما قال عزّ وجلّ: {وجعل بينكم مودة ورحمة} وقد ذُكرت كلمة “مودة” ثمان مرات في القرآن الكريم. الحُبُّ هو الرحمة: أُمٌّ ترحم أطفالَها، أبٌ يرحم أهله، زوجٌ يرحم زوجته. الحُبُّ هو الغرام الذي يدفعنا لحُبِّ رفيق الروح والحفاظ عليه. الحُبُّ هو حُبُّ الله لنا وحُبُّنا له. الحُبُّ هو ذلك الشعور الذي لا نستطيع تفسيره بكلمة واحدة إذ حاول الشعراء وقدّموا لنا بحورًا مِن الشعر قد أُلهموا بِه، فنقرأُ منه ونهيم في هوى المحبوب، هنا أنوّهُ على أنّ المحبوب قد يكون حبيبًا أو زوجًا أو أبًا وأُمًّا وأخًا وأُختًا وصديقًا أو الله. الحُبُّ قد يكون رحيمًا وقد يكون قاتلًا. ولكني أردتُ أن أتحدث معكم – هنا – عن الحُبّ كما ذُكر في القرآن الكريم.

لنتحدث عن حُبِّ الله لنا أولًا، وردتْ كلمة “حُب” في القرآن ما يقارب المئة مرة، يحبهم ويحبونه، وهي رابطةٌ خاصّةٌ بين الله وبيننا نحن المخلوقين. وهذا في نظري أهم نقطةٍ في البحث. حُبُّ الله لنا وحُبُّنا له يمثّل الركيزة الأولى في الحياة ومنها تتشعب الأمور، لتصل بالإنسان المُحِب والذي يحبه الله إلى أعلى الرُّتَب. الصابرين والمحسنين والمؤمنين والصادقين والمتصدقين وما إليه مِن صفاتٍ للمخلوقين يحبها الله. فالمشاركة في الحُب بين الرب وعبده هو مَن أسمى أنواع الحُب. ومِن هذا الحُب تخرج القنوات الأخرى لتجعلنا نُحِبُّ الآخرين الذين يمرّون في حياتنا لوهلةٍ أو لمدى الحياة.

لقد ذكر لنا الله عزّ وجلّ في كتابه قصصًا عِدَّة عن الحُب، منها ما هو رحيمٌ كحُبِّ أُمِّ موسى وأخته ومنها ما أدخل صاحبه السجن.. هنا نرى أنّ الحُب قد يكون رذيلةً أيضًا ولكن هذا ليس في صلب الموضوع الذي أنا بصدده. أودّ أن أتحدث عن الحُبِّ كما هو دون تفسيرٍ أو تحليل، دون جدالٍ عن ماهيته، دون أن نحمّله ما لا طاقة لهُ بِه.  الحُبُّ هو ذلك الشعور الذي قد يدفع بصاحبه الى الأمام أو الى التهلكة.  لننظر بماذا حدّثنا القرآن!

آدم وحواء! كان آدم يتجوّل في الجنة الجميلة ولكنه بدى بائسًا؟ لماذا يا تُرى؟ هل أراد أحدًا يتحدث معه؟ ولديه الله والملائكة؟ فخلق لهُ الله الزوجة التي يسكن إليها.  وأخذا يمشيان في الجنة ممسكين بيديّ بعض. حُبٌّ مِن غير الممكن أن ننساه لأن حُبَّهُما هو الذي أنزلهما إلى الأرض.  شخصٌ واحدٌ كان يودّ أن يثبت أنّ الإنسان يُغرى بسهولة ومِن السهل أن نجعله يُحِبَّ أشياءً قد لا يعرفها مِن قبل (الفاشينيستات يحبّبون لنا الأكل الجديد واللبس الجديد والحقائب الجديدة التي لا نعرفها. بالطبع لا أساوي هنا هؤلاء، اللاتي استخدمنَ الاقتصاد السلوكي لتغيير مفاهيمنا، بإبليس، بل مجرد تشبيهٍ بسيط). أشارَ لهما على الشجرة وأكَلا منها – نسيتُ أن اذكر حُبَّ الأكل فبالنسبة لي الأكل أحلى ما في الوجود – فغضب الرب وأنزلهما إلى الأرض، هذا الكوكب الرائع الذي نحبه، وهذا حبٌّ آخر لا بد أن نذكره، حُبُّنا للأرض يجعلنا نحافظ عليها ونهتم بها ونزرعها ونبنيها.

حُبُّ النبيّ يوسف وزليخا قد يصلح فيلمًا. فقدْ صوّره لنا القرآن تصويرًا مُمكِنٌ تَخيُّلُه. لقد أحبّتْ زليخا النبيّ يوسف مِن صِغره وهامتْ بِه هياما، وأرادتْ أن يكتمل اللقاء الروحي بلقاءِ الجسد ولَمَّا رأى يوسف برهانًا مِن ربه أبى الرذيلة فشقّت ثيابه! واستمرت في حُبِّه حتى خرج من السجن وأصبح وزيرًا على مصر وفي النهاية تزوّجها لأنها لم تخُنه في الغيب. نجد أنّ الحُبَّ هنا مذكور في القرآن بطريقة تراجيدية. يمثّل العشق والهوى ويمثّل الخوف مِن العقاب. ولكنه في الأول والأخير حُب. وقد حدّثنا عنه القرآن في سورةٍ كاملة، قد خُصصت إلى ذلك.  لا نريد أن ننسى هنا حُبَّ الأب لأولاده، فحُبُّ النبيّ يعقوب ليوسف قد ولّد كراهيةً عميقة مِن أولاده الآخرين على يوسف، وأرادوا قتله ولكنهم غيّروا رأيهم في اللحظة الأخيرة ورموه في البئر. وبقى يعقوب في انتظار عودة ولده الحبيب حتى ابيّضتْ عيناه. نجد هنا أنّ الحُبَّ لا يتغيّر. بقتْ زليخا في الانتظار تمامًا كما بقيَ يعقوب. كِلاهما أحبَّ نفس الشخص ولكلٍّ منهما غرض مختلف.  حُبُّ الأب لابنه وحُبُّ المرأة لحبيبها ينبع مِن نفس المكان، مِن القلب، وقد حدّثنا الإله بذلك ليهدينا إلى الطريق السويّ.

أما قصةُ المجادلة فهي تُرينا أشياء عِدَّة مِن أهمها أنّ القرآن لا يفرّق بين نساءٍ ورجالٍ في الحديث، هنا نجد أنً سورةً كاملةً قد خُصصت لمجادلة المرأة للرسول (صلعم)، نحنُ النساء مهمون جدًا ولنا العديد مِن السُّوَر التي تتحدث عنا فقط، مثل سورة النساء، الطلاق، المجادلة، النور، الممتحنة، والتحريم. وسُوَرٌ أُخرى ذكرتْ النساء في كثيرٍ مِن آياتها مثل البقرة، المائدة، والأحزاب، لنفتخر بذلك. المرأة التي جادلت النبي قد يكون ظاهرها، نوعٌ مِن الحَلف في الجاهلية يحرّم الزوجة على الزوج بل ويجعلها في مقام الأُم، نعم الظهار، والقصة معروفةٌ لأنّ السورة غيّرتْ مفهومًا كان يحرّم الزوجة على الزوج، ويرجع الزوج إليها بشروطٍ صعبة لتمنع تكرار المقولة، ومِن هذه الشروط عتق رقبة أو صيام. بقتْ المرأة تجادل حتى نزلتْ السورة.  بصراحة علّمتني هذه السورة أن لا أفزع أبدًا فهناك مَن ينظر إليّ ويسمعني ويحلّ أموري كلها.

النبي موسى، أحببنه أربع نساء: أمه، روّعتْ نفسها لَمَّا ولدته ذكَرًا؛ إذ كان فرعون يقتل كل الذكور بسبب نبوءة! ماذا تفعل فإنها تريد ولدها أن يكون بجانبها وأن لا يُقتل. أمَرها الله أن تصنع لهُ تابوتًا خشبيًا وتضعه فيه في النهر. وقد أوحى لها أنّ عدوًّا لهُ سيأخذه. ووعدها أن لا تخاف فإنّ الله أراده إليها. ولَمَّا رأى قوم فرعون التابوت وبِه طفل أرادوا أن يقتلوه فأخذوه إلى فرعون والذي كان سيوافق على قتله ولكنّ امرأة فرعون توّسلتْ بِه على أن يبقيه لها لأنها لم تُرزق بطفل. فسمح لها. ولكن كيف يطعمونه؟ إنه يرفض كل مرضعة. هنا تأتي قصة الأخت. فقدْ استمرتْ في البحث وعرفتْ أنّ موسى في القصر. إذ نظرتْ إليه ورأته يرفض المرضعات، فقالت لهم “أأدلكم على مرضعة؟” وهكذا فرح فؤاد أُمُّ موسى وفؤاد امرأة فرعون وفؤاد الأخت. لأنهم جميعًا حافظوا على حياة شخصٍ يحبُّونه ولم يعلموا أنه سيكون ذا جاهٍ عظيم. أنه حبَا لوجه الله. أما قصة المرأة الأخيرة التي أحبّت النبي موسى فهي معروفة للجميع، إذ هرب موسى مِن فرعون وذهب إلى منطقة اسمها مدين.  وخلال مسيره وجد بركة ماء والرعاة يسقون مواشيهم هناك، وكانت هناك امرأتان تحاولان تعبئة الماء ولكن بصعوبة. فساعدهما وجلس عند شجرة، وقال مقولته الشهيرة “ربي إني لما انزلت الي من خير فقير”. جاءته إحداهما تمشي على استحياء، وهذه من أولى علامات الحب، الخجل من المحبوب. سألتْ أباها أن يستخدمه في العمل وبهذا ضمنتْ هذه المرأة زوجًا ومعيلًا ومساعدًا لوالدها. حُبًّا يجعلك تفتح ذراعيك وتصرخ من قمة رأسك “واو يا إلهي”.

أحبّ نوح ابنه وقومه، عاش النبي نوح ٩٥٠ سنة يدعو قومه إلى الإسلام والايمان بالله، ولكنهم استهزأوا بِه، حتى عندما أوحى الله إليه أن يبنيَ سفينة، يركبها المصدّقون بِه، ومِن كل حيوانٍ ذكرًا وأُنثى. كان مستمرًا في هذا الأمر. كان يُحِبُّ ابنه ولكن ابنه لم يؤمن بالله مثله، بقيَ كقومِه – أغلبهم – ولَمَّا أتى أمر الله وفار التنور ركب المؤمنون السفينة وماجتِ البحور وحدث الطوفان، ترّجى نوح ابنه أن يصعد السفينة لأنه لا مانع اليوم من غضب الله. ولكن لم يُطِعْهُ الابن. حزن نوح على ابنه ولكن الله أخبره أنّ الحُبَّ لا بد أن يُعطى لمحبّي الله.

زوجة النبي إبراهيم، سارة، التي ضحّتْ وزوّجتْ النبي بهاجر لحُبِّها له ولعلمها أنه لا بد أن يكون للأنبياء مِن ولد، وهيَ عقيم. وأنجبتْ هاجر إسماعيل، وهيَ ضحّتْ أيضًا، حيث سمعتْ قول النبي في أن تبقى مع ابنهما إسماعيل في مكانٍ قحل ليس بِه ماء. وأخذتْ تجري بين جبلين وتصرخ مِن قمة رأسها ولكنها لا تسمع إلا صدىً، فزعتْ على ابنها إسماعيل وهو يصرخ مِن الجوع والعطش، فجاءته، ووجدته يضرب برجليه الأرضَ حتى انبعث من تحته ماء، فسقته وارتوتْ، وبالفعل فزعها على ابنها قد جعل الماء يتفجّر من صحراءٍ قاحلة.  وهنا أذكر البشرى التي أرسلها الله مع الملائكة أنّ سارة ستلد إسحاق ويعقوب وكيف أنها غطّتْ وجهها ضاحكةً مِن الفرح وأنها قالتْ عجوزٌ عقيم. الحُبُّ ربط بين ثلاثة، وجمعهم الأطفال.  أما حُبُّ الوالد لولده فإنه يتجلّى عندما رأى إبراهيم في المنام أنه يذبح ولده إسماعيل وهنا يأتي الاحترام لحُلم الأب ويقول لهُ افعل ما تؤمر يا أبي.  حُبُّ الله وحُبُّ ولده وحُبُّ الأب وحُبُّ الحياة؟ أيها تختار؟ 

قصة بلقيس والنبي سليمان قد حيرتني! هل تزوجا؟ هل أحبّته؟ هل أحبّها؟ لم أجد خبرًا في هذا خلال بحثي ولكن توجد أخبار هنا وهناك أنها تزوّجتْ النبي سليمان. امرأةٌ وملكةٌ حكيمةٌ وتحكم مملكة عظمى، يحملها الجن هيَ وعرشها إلى مملكة النبي المتسامح الضاحك والمُحِبِّ لكل ما في الطبيعة حتى النمل، لو كنتُ مكانها لتزوّجتُ أغنى ملك، والنبي سليمان دعا ربه أن يعطيه مُلكًا لا يكون لأي أحدٍ مِن بعده.  هل الملك هنا هو المال؟ أم تسخير عامة المخلوقات والجن لأمره؟

أما قصة النبي أيوب وزوجته فهي محيّرة؛ فقدْ أصابه المرض وتفرّق عنه الجميع وبقَتْ زوجته معه، يحبّها وتحبّه، حتى قصّتْ شعرها وباعته ودفعت كل ما لديها ليذهب عنه المرض وبعد أعوامٍ طلبت منه أن يدعو ربه ليشفيه. كان خَجِلاّ مِن هذا الطلب فربما مرضه امتحانٌ لهُ ولها؟ ولكنها تحبه، وتريده أن يَشفى، واللهُ قريبٌ منا أهل البيت! وبعد سنين أخرى دعا ربه “وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين” وأرشده أنّ يضرب الأرض، فيتفجر منها الماء ويغتسل بِه، وعينٌ أخرى يشرب منها. ارجع لهُ اهله وماله.  حُبُّ الله يتجلى في قصة النبي أيوب. أما حُبُّ المرأة فقدْ ذُكر في القرآن لأنّ ما فعلته زوجة أيوب لا يفعله إلا المُحِب.   

مريم وعيسى: مثالُ الحب، كانَتْ مريم ابنةً مهذّبة، وقد أحبّها كُلُّ مَن رآها، وتسابق الرهبان كُلٌّ يريد أن يربّيها، فاقترعوا وألقوا بأقلامهم في النهر ومَن يطفو قلمه تكون لهُ تربيتها، ووُفِّق زكريا لتربيتها.  كان يدخل عليها المحراب يجدها تصلي ويجد لديها طعام “من أين لك هذا”؟  فتقول له من عند الله. اغرورقتْ عيناه بالدموع وأخذ يطلب من ربه الذرية. أجابه الله على طلبه واعطاه يحيى. أما مريم فقدْ أراد الله أن تكون أمَّ الني عيسى، وأرسل لها مَلِكًا يخبرها بذلك، ماذا حدث؟ تخلّى عنها الجميع ولم يصدّقوا أنها أنجبتْ مِن غير أن يمسسها بشر، هو معجزةٌ إلهية، وبقَتْ بجانب عيسى، حتى آخر أيامه، فرأتهم يصلبونه (أو مَن شُبِّه لهم) وحتى هذه اللحظة  تمنتْ أن يكون بقربها. زكريا أحبَّ ابنه ولكنّ القضاء والقدر أخذه منه إذ قُتل بطريقةٍ شنيعة من الكفار. وهكذا نرى قصص الحُب، إما أن تُختم بالحُبِّ أو تُختم بالمآسي. ولكنه حُب.

السيدة خديجة والنبي محمد: كان النبي يُسمى الصادق الأمين، وكانت خديجة من تجار قريش. عمل لديها وذهب مع قافلتها في رحلة الشتاء والصيف. أحبته وأحبها وتزوجها وهي أول مَن آمن بِه وخسرتْ كل مالها في سبيل دعوته. وحزن لفراقها حتى سمي ذاك العام بعام الحزن وأُنزلت سورة يوسف لتبعث الاطمئنان في نفس النبي محمد (صلعم).

“ولما قضى منها زيد وطرا زوجناكها” هذه والله قصةٌ غريبة. أحبَّ الرسول مِن أول نظرة، زينبَ بنت جحش، وكانت متزوجة مِن زيد مولى النبي. وحاول النبي أن يُخفي هذا الحُب ولكن الله أظهره وتزوّجها النبي بعد أن قضى زيد منها وطرا. 

السيدة فاطمة الزهراء وعلي بن أبي طالب، هذا الحُبُّ الرباني، فقد تقدّم إلى فاطمة كثيرٌ من الصحابة وكان عليّ يودها ولقلة ما لديه لم يجرؤ على الخطبة ولكن الحب انتصر وخطبها وقبلت به وأحبته  وتزوجا وأنجبت الحسن والحسين وزينب. الثلاثة الذين تركوا أثرهم إلى يوم الدين. الحُبُّ ينتج الحُب، والمودة تنتج المودة، وكل ما نريد هنا أن يحب الناس بعضهم لتنتهي الحروب والمآسي مِن حياتنا. 

المراجع:

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86
http://www.ebnmaryam.com/loveinislam.htm
https://www.almaany.com/quran-b/%D9%85%D9%88%D8%AF%D8%A9/
http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/tabary/sura33-aya37.html