كنت واقفة بسيارتي عند الدوار انتظر دوري في المرور، كان الزحام خانقاً، والسيارات تنهمر من أمامي من كل جانب وكأنما الطوفان قد دفعها دفعاً، وجميعها لا تشغل ضوء الاشارة لأعرف ان كانت ستلف الدوار ام ستذهب في خط مستقيم وفي الحالتين لن استطيع التحرك لان السيارات التي ستلف الدوار تأتي من اليمين واليسار ولا يعرف الانسان اين ستتوجه تلك السيارة لانها لم تشعل الضوء وتؤشر عن مسيرها. تذكرت وقتها فيلما كارتونيا يرينا كيف توقفت الحركة عن الدوار لان السيارات قد خرجت من كل جانب ولم يقبل احدا من السائقين ان يعدل عن طريقه. شيئا مضحكا بالطبع ولكن هذا هو الحال في بلدي.
اعرف بأنني اطلت ولم اكتب عما شاهدته. اذ كنت واقفة على الدوار وأشاهد ما يحدث أمامي، واذا بي ارى شخصا قد خرج من سيارته الجميلة والتي تبدو لي بأنها جديدة وغالية الثمن، وبدا لي كفلقة من قمر. طويل ورشيق وشعر منسق ولحية خفيفة ونظارة شمسية جميلة وقميص ابيض ذو كم طويل وبنطلون اسود (اعتقد!! اذ كانت المسافة بيني وبينه تقريبا ٢٠ متراً ولكن ربما كان البنطلون أزرقاً) في البداية لم اتبين وجهه وبعدها لف جسده فتبينت الوجه (الذي شرحته لكم وهو وجه جميل جدا) ويبدو أنه في العشرينات من العمر، وقد قلت في نفسي ربي احفظه لاهله.
وفجأة غاب عني هذا الوجه الرائع وبدا لي وحشا مثل الوحش الذي في فيلم “جميلة والوحش”، ياويلتاه ماذا فعل ليتغير هكذا!! واذا به يرمي كمية كبيرة من الزبالة (اوراق كلينيكس مستخدمة، كوب ورقي لقهوة ستاربكس حجم ڤينتي!! علبة دايت كولا، كيس يبدو ايضا من محل ستاربكس والذي يضعون فيه الكب كيك وكأنما كان هنالك كوبا بلاستيكيا ايضا) في الشارع. لماذا يا حبيبي وانت جميل وصغير في العمر وراقي جدا وذو سيارة رائعة!!
كل هذا لمحته في تلك الدقيقة التي كنت انتظر فيها دوري لاعبر الدوار. وعندما رأيته يرمي النفايات القاتلة خرجت من طريقي بسرعة كادت ان تقضي علي! ووصلت الى حيث كان ونزلت شباكي وصرخت باعلى صوتي : لماذا يا إبني ترمي القمامة في الشارع؟ وبجانب سيارتك سلة مهملات. نظر إلي واحسست بأنه قال: من هذه المرأة المجنونة التي تصرخ في وجهي؟ ماذا فعلت أنا! وسمعته يقول: لقد كثر الهبل في بلدنا.