ربما لم اخبركم ببعض من الامور التي فعلتها في الربع الثالث من هذا العام؟ لا اخفي عليكم احببت ان اكون متواصلة مع نفسي وان اطورها لذا قررت اولا ان اسجل في برنامج لتعلم التأمل. كان البرنامج جميل جدا والحضور به ممتاز وتعلمنا كيف نجد انفسنا وكيف ان الروح هي التي لا بد من تغذيتها بالقراءة وترك الحديث عن الناس او بالاحرى في كل شئ لا يمكننا تغييره
كان البرنامج يستمر مدة ساعتان وبعد كل عشرون دقيقة تذاع لنا موسيقى حالمة مع كلمات ربانية وتدعونا الاستاذة للتأمل. في البداية كان الحدث صعب جدا اذ ان الافكار تأتي بسرعة البرق ومن كل جانب وكلما توقفنا مرة اخرى قلت الافكار نوعا ما ولكنني لم استطع ابدا ان اركز على نقطة واحدة فقط اذ ان الافكار مثل ابليس الرجيم اذا لم تريده يأتي اليك. مثلا هكذا كانت تدور في عقلي الافكار
تأتي الأفكار تباعا احيانا افكر برؤوس الأشخاص الجالسين امامي وبماذا يفكرون او بأطفالي وماذا يفعلون ! زوجي متى سيرجع وماذا اشترى لي من سفره! سفرتي القادمة وماذا سافعل فيها!! الأحفاد وكيف كسروا إناء الزرع ومن أين سأ شتري إناء مثله؟ ياربي ماذا سألبس في الحفلة اللتي معزومة عليها؟
ماذا قالت صديقتي ولماذا لم أرد عليها الى الان!! والاكل اليوم لم يكن طيبا! الخادمة ستسافر ومن أين سأحصل على واحدة جديدة ! المزراع سيئ جدا لابد من أستبداله! يحتاج البيت الى صباغة! اوه نسيت ان مصباح الحمام قد احترق ونسيت أستبداله!! احتاج بعض الاغراض من السوبرماركت. لدى المحل القريب من مركز التأمل قهوة لذيذة لابد ان اشتري منه بعد انتهاء المحاضرة!! البنت اللتي في “ذَا بيگ بلايند شطورة في لعب الورق (ان شاءالله تغلب الرجال) (قصة كنت اقرأها في ذاك الوقت
المشكلة انني لم استطع التامل بل جلست اوسوس في افكار ليس لها داعي ولكنني لاحظت بأن كل يوم تقل الافكار التي تخطر بتسارع على البال مثل ما يحدث لنا عندما نصلي او نحاول التركيز على فعل شيئ ما! مثلا عندما اقرأ كتابا ما تسير افكاري في جهة والقراءة في جهة اخرى فلا اعلم اذا كانت الافكار تأتي من عقلي او من عقل الكاتب او الكاتبة وكأنهما يحدثاني عما كانا يفكران به وقت تأليفهم للكتاب. وانا اكتب هذه المدونة تأتيني افكارا متضاربة وتقول لي بأنني لابد ان اكتب شيئا اخر.
المهم لنرجع الى موضوع المدونة اي التأمل! اخيرا استطعت ان ارى نفسي جالسة على الهلال وتتدلي رجلاي وكأنها جزئا من افلام كارتونية قد شاهدتها مسبقا ولكنني بالفعل احسست بأني جالسة فوق الهلال. وعندما اخبرت الاستاذة بالاحساس هذا قالت انني ربما استطعت ان اصل الى مرحلة التأمل الصحيحة.
دعوني ااكد لكم بأنها كانت فرصة جميلة واتمنى لو استطيع ان اعيد التجربة مرة اخرى
.