بدأت بقرائة القرآن منذ الصغر ولكنن لم اكن اتعامل معه ككتاب للتفكير العميق بل كان بالنسبة لي كتاب نقرأه لأننا يجب ان نقرأه ولنتعلم منه ديننا. ولكن منذ ان بدأت اتعلم القراءة الصحيحة (التجويد) بدأت تتضح لي الرؤيا بأنه كتاب حياة وليس كتاب للدين فقط. ومن السور التي نداوم على قرائتها هي سورة الكهف وبالخصوص في يوم الجمعة. جلست افكر لماذا نقرأها في يوم الجمعة؟ وجالت الالاف من الافكار في رأسي بما فيها انها ليست طويلة او لأنها تتحدث عن اهل الكهف او لأنها تتحدث عن الخضر أو انها تتحدث عن ماء الحياة الذي ساعد على احياء السمكة (غذاء النبي موسى ومساعده) وما اليه. ولكن بعد التمعن فيها وجدت العجب. هل هذه السورة هي عبارة عن لوحة فنية من المنمات؟ تبدأ من اليمين الى اليسار بشرح اشياء ربما متصلة مع بعضها وربما غير متصلة ولكنها لابد ان لها علاقة مع ما سبقها من آيات.
عجيبة هي سورة الكهف تلك اللوحة المنمنمة التي تشمل الكهف والبحيرة والبحار والكلب الذي باسط ذراعيه بالوصيد والجبال والسد والسفينة المثقوبة . فيها الحكم وعلم الحساب وعلم الجيولوجيا والديكوروالحب
: مثلا بها عدة قصص اذكر منها القليل مما انتبهت له
قصة أهل الكهف ونومهم لمدة ٣٠٩ سنة
قصة الرجلين والجنتين والوصف الجميل لهاتين الجنتين من اشجار وأنهار وزهور وفواكه وخضرة
قصة النبي موسى والجوع والسمكة التي رجعت الى الحياة لما سقطت في مجمع البحرين
ولقاء النبي موسى بالخضر وما تعلمه منه من ثقب السفينة وبناء الجدار وقتل الطفل، وبالخصوص عدم التسرع في الحكم على ظواهر الامور والتمعن في المعاني، وما قد تعنيه من حكم ومن المهم هنا ان نذكر بأن رجوع النبي موسى الى موقعه حتى يصادف الخضر هو ايضا من الاشياء الجميلة المذكورة في هذه السورة
قصة يأجوج ومأجوج وذي القرنين وما فعله معهم من بناء السد وصهر الحديد ومساعدة الناس على الرغم بأنه كان ملكا عظيما
تبدل الجغرافيا بين بحار وانهار وجبال وسدود ومطلع الشمس
صهر الحديد بالذات هو من العلوم التي نتعلمها في المدرسة وهنا ذكرها الله عز جلاله في اية بسيطة
(كلمات الله لا تنفد ولو كان البحر هو الحبر (كأن الكلمتان مشتقتان من بعضها
حكمة المشيئة: لا تقولن لشيئ اني فاعل ذلك غدا إلا ان يشاء الله
النسيان: واذكر ربك اذا نسيت وقل عسى ان يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا
العمل الجيد: انا لا نضيع اجر من احسن عملا.
شرح محاسن الجنة: أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من اساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس واستبرق متكئين على الأرائك. هذه الاية بالذات تعلمنا ان الانسان يجب ان يفكر في اللبس والديكور والمجوهرات لأنها ستكون موجودة في الجنة ولذا فهي موجودة هنا لدينا في الارض
الاعداد الأولى مثلا ذكرت الأرقام ٣-٥-٧(prime numbers)
واخر اية اذا قرأتها تصحو من النوم في الوقت اللذي تريده. ونفس الاية موجودة قي سورة فصلت رقمها ٦
بالنسبة لي ان ذكر الكلب في هذه السورة من اهم الاشياء اذ ان بعض الناس يحرمون دخول الكلب البيوت وهذه السورة ركزت على الكلب وكيف انه كان يحمي اصدقاؤه اهل الكهف
في اعتقادي ان قراءة هذه السورة بالذات يوم الجمعة يقصد به امور ربما عصت علينا ؟ ربما لانه يوم اجازة ومرتاحين نفسيا! فمن المفترض ان نقرأها بتمعن لما بها من دلالات ومعان عميقة جدا
انا متأكدة بأن الجميع يذكر كهف قصة علي بابا والاربعين حرامي او قصة علاء الدين والكهوف المليئة بكل ما يتمناه الانسان من تحف ومجوهرات، يخال الي ان سورة الكهف تقربنا من الحصول على هذه الماديات بعد القراءة المتمعنة
اتمنى لكم جمعة طيبة وحياة موفقة