وصلني هذا الفيديو من عدة حهات  اولا التي تتكلم هي زميلة عمل وانا احترم رأيها وبشدة واوافقها على ان التعليم عندنا فقير على الرغم من الملايين بل البلايين التي تصرف عليه سنويا. إذا لماذا؟

استفسرت من بعض الجماعات المهتمة في هذا المجال وهنا نرى بعض مما قيل وسأكتب رأيي الصريح بعد ذلك

 

اسباب فقر التعلم :

١- معلمين ما يعرفون يدرسون.

٢- نتائج غير دقيقة لتحصيل الطلاب.
٣- مديرين ما يصلحون يديرون قرووب واتساب.
٤- مسؤولون غير مسؤولين.
5- مدارس مكتظة بالأجهزة  (للإحصاء العالمي فقط) وليس للعمل عليها.  نصفها خراب ..

والتفاصيل مذكورة في تقارير الجودة..

رأي ثاني:
معنى فقر التعلم هو عدم مقدرة الطالب الذي يبلغ ١٠ سنين من العمر او يكون في الصف الرابع من قراءة نص وفهمه. وكلما ارتفعت النسبة معناه ان الدولة لديها فقر في التعلم.  وبالطبع لابد ان نذكر هنا بعض من الاختبارات العالمية التي تقوم بها منظمات عالمية ولا تعتمد على الدولة نفسها مثل اختبار التيمزز(TIMMS) واختبار البيسا (PISA)  واختبار القراءة والفهم  (PIRLS) والتي تعنى بالعلوم والرياضيات واللغات. تطبق هذه الامتحانات على خريجي التعليم الاساسي ويتم اختيار الطلاب عشوائيا. وجميع النتائج كانت غير جيدة لهذه المرحلة. والاسباب كثيرة، اولها ان بعض الدول لديها نظام الفصل اي مدرس واحد يدرس جميع المواد المطروحة. لنأخذ مثالا واحدا وهو ان المدرس هو خريج رياضيات او خريج لغة عربية او خريج رياض اطفالك تقوم الدولة بإعطائه دورة مدتها اسبوعين ليستطيع تعليم مجموعته؟ هل يعقل بأنه سيكون قادرا على تعليم الطلاب؟ لذا نحتاج اعادة التأهيل لمدة اطول. وثاني مشكلة هي أولياء الامور انفسهم اذ يقومون بهدم ما بناه المعلم لان الاهل يقومون بحل الواجب وعمل المشاريع المدرسية مما انتج لدينا طلاب لا يفقهون في العلم شيئا وحتى المتفوقين يوجد لديهم قصور في بعض المهارات التعليمية وقد كشفت الامتحانات الوطنية المثير من الحقائق عن مستوى التعليم والتعلم.  نحن نفتقر الى مهارات المعرفة والسلوكيات والتي لا يركز عليها الاباء والامهات.

رأي آخر يمتاز بالشدة: الأخت سعاد والأخوة والأخوات المشاركات والمشاركين جميعاً..

السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
نعم، أنا عملت في سلك التعليم منذ نهاية السبعينات، وذلك لإيماني وحبي للتعليم، ومن حينها وحتى اليوم وأنا أرى ما قالته السيدة في الفيديو حقيقة كل يوم.
وجدر المشكلة ليس التعليم والنظام التعليمي فقط، ولكن الجدر هو أننا كبشر في العالم الثالث أو كما يحلو للبعض من البشر تسميتنا بالعالم النامي والعالم المتقدم، قد تجردنا من قيمنا وأخلاقنا التي خلقنا الله للعيش والحياة بها، وخالفنا عهدنا مع الله وأطعنا الشيطان وقبلنا ركوب صهوة جواده في كل مسلك.
منذ خلقنا الأول أمر الله تعالى الملائكة بالسجود لذلك الخلق وهو (الإنسان) بعد أن أخبرهم بأنه قد حمل الأمانة وأنه خليفته في أرضه، فسجد الملائكة إلا إبليس، وحينها طرد إبليس من الجنة ومن رحمة الله وحذرنا الله سبحانه من مكائد الشيطان، ولكنا عصينا الله أطعنا الشيطان.
فما هي الأمانة التي عرضها الله سبحانه علينا وأبت الجبال والسماوات الأرض وباق المخلوقات أن يحملنها وأشفقن منها واخترنا أن نحملها نحن؟ إنها المسؤولية (والمسؤولية القائمة على الحرية). فنحن قبلنا أن نعمر الأرض وأن نحب الخلق وأن نشيع العدل والمساواة بين الناس، ولكن جاء إبليس وقبلنا نصيحته بتكذيب الله سبحانه وقلبنا كل ما أمر الله به فعوض عن المسؤولية ذهبنا إلى نكران المسؤولية وتبرير العمل الظالم، وبدل الإعمار ذهبنا إلى الإفساد في الأرض لجيلنا وللأجيال القادمة، وبدل المحبة زرعنا الكراهية للموافق والمخالف، وبدل العدل والمساواة ذهبنا للتمييز والتملك الظالم، وبدل حسن الخلق ذهبنا للفظاظة والدجل، وبعوض عن الصدق والأمانة ذهبنا للكذب والخيانة والتدليس وقلب الحقائق وتبيض الكذب..
وأستطيع أن أواصل في السرد حتى يجف حبر القلم، وهذا ليس على المستوى الفردي فقط، بل حتى على المستوى المجتمعي والدولي أيضاً، وحيث أننا لا نقتنع إلا بمثال أقول:
بركم يا إخوان وأخوات، ألا يعلم العالم بأجمعه الظلم الذي وقع على المسلمين في البوسنة والهرسك في أوروبا حينها منذ العام 1992 إلى 1995 والمذابح الجماعية التي رعتها أمريكا وأوروبا بحق المسلمين حينها وحتى اليوم.. ماذا فعل العالم وماذا فعلت الأمم المتحدة حينها وماذا تفعل اليوم؟
مثال آخر، بعد قيام الثورة الإيرانية سنة 1979 ألم يشهد العالم على شاشات التلفزة العالمية حينها صدام يمزق إتفاقية الجزائر ويطلق المدفع الأول على الحدود الإيرانية وكذلك فعل الملك حسين ملك الأردن؟ وأعيد ذات السؤال، ماذا فعل العالم وماذا فعلت الأمم المتحدة حينها وماذا تفعل اليوم؟
نحن البشر لا نعيش اللا تعليم والتجهيل فقط، بل نحن نعيش الانسلاخ عن إنسانيتنا.
البشرية وبالرغم من الجامعات الحديثة في كل بلاد العالم والتي يصرف عليها الملايين، فإن مناهجها مبرمجة ومعدة للتجهيل وزرع قيم الانحلال (وهذه النقطة يمكن مناقشتها للصباح).
البشرية وبالرغم من انتشار مراكز البحث العلمي في كل الدول المتقدمة، إلا أن هدفها ليس علاج المرضى حال البحث عن دواء أو لقاح، وإنما دواء مسكن لاستدامة شراءه من المنتج والممول.
البشرية وبالرغم من انتشار الكليات المختلفة إلا أن الهدف من دراسة الإعلام هو برمجة عقول البشر للاستهلاك وقبول الدعاية وقبول نمط الحياة المبتذل.
البشرية وبالرغم من انتشار البرامج التدريبية والمراكز التدريبية في كل بلد فقير اليوم إلا أن الهدف ليس التدريب وإنما زيادة الدخل (وهذا مجال تخصصي ويمكنني الحديث فيه حتى الصباح أيضاً)
نحن البشر (واستخدام كملة بشر أميزه بها عن الإنسان) حيث البشر هو الخلق المتوحش الخالي من القيم العليا التي أراده الله أن يحيا بها، والإنسان هو الحامل لتك القيم، سواء كنا وزراء وحكام وملوك وقيادات في الساحات الدولية المختلفة نلبس اللباس الراقي والحذاء اللامع والسيارة الثمينة والساعة المذهبة، فنحن لا نختلف عن الخلق الأول الذي عاش في الكهوف يقتل ليأكل ويعيش..

نحن ما لم نقف ونراجع كلمات الله في الخلق (ولا أقصد أن نصبح مسلمين أبداً، بل على أي دين كنا وعلى أي مذهب تعبدنا)، وإنما أن نكون إنسان يحمل القيم الإنسانية العليا من الحرية والحب والعدالة والمساواة والكرم، فإن حياتنا وحياة الأرض ومن عليها إلى دمار حتى يرث الله الأرض ومن عليها ويورثها عباده الصالحين.

ودعيني أبين ان القيم الأخلاقية قيم مطلقة ولا تقبل التبعيض، بمعنى لا يمكن أن يكون ما أكتب أو ما أقول صحيح وغير صحيح في ذات الوقت، فهو إما أن يكون صدق أو كذب… وهذا ينطبق على كل شيء

هل رأيت  الأطفال يلعبون في الرمل قبل خمسين سنة، يمكن لم تري ذلك ولكن أنا كنت طفل في تلك الفترة ونلعب في الرمل على الساحل وبعد بناء بيوت لنا من الرمل نقوم بتهديم تلك البيوت وإعادة بنائها من جديد..

نحن كمجتمعات بحاجة لنفس الحركة اليوم، نحن بحاجة لبناء الإنسان من جديد على أسس صحيحة وليست زائفة

رأيي:
لنأتي الى عقر الموضوع انا اعيب الاهل. مثلا لو كل واحد اخذ على عاتقه تربية اطفاله على حب العلم كنا كلنا متعلمين.

الله يرحم الوالد اذ كان يرجع من السفر ومعه  الجرائد مثل الهيرالد تريبون وقصص ارسين لوبين ويجعلني اقرأ له وانا عمري ست سنين وبعدها يجبرني ان اكتب مقاطع منها ويتفقد خطي ليرى ان كنت قد كتبتها بخط جميل . ومن بعدها ما تركت القراءة والكتابة ولا يوم.

شخصيا انا اقول المشكلة اولا واخيرا تقع على عاتق الاهل لأننا المسئولين عن تعليم الاطفال قبل الدولة وعندما تقوم الوالدة والوالد بحل التمارين وكتابة قصص الانشاء بدل الطفل ماذا سنكون قد فعلنا؟نكون قد انشأنا جيلا معتمد على الغير وغير كفوء.

اتمنى ان يقوم الاهل بالتفكير قبل حل الواجب عن الطفل وخصوصا ان التعليم الالكتروني سيبقى معنا ربما الى الابد
لنتذكر: التعليم ليست كبسولة يبلعها الطفل بل هو عمل جاد ومستمر لخلق مستقبل من إناس قادرين على تحقيق احلامهم.