الغضب والتوتر والحقد والكره والانتقام والمعاملة السيئة وتذكّر كل شيئ فعله الاخرون بك، وكل صفة سلبية يصاب بها الانسان هي مثل الدوامة التي تعصف بالانسان وتأخذه الى الهاوية.
ساعطيكم مثالا على ذلك. الانبياء (وبالطبع نحن لسنا انبياء) بعثهم الله الينا وجعلهم من هؤلاء الذين يحبون الناس ويعفون عنهم ولا يتأثروا بالكره والغضب الناشئ من انكار نبوتهم. والكثير من الانبياء قد قتلوا شر قتلة فقط لانهم استمروا بالتبشير وفعل الخيرات على الرغم من الظلم والاجحاف الذي عانوا منه. انظروا الى النبي عيسى! ماذا فعل ليحصل على هذه النهاية؟ النبي يحي؟ وقد قطع الى نصفين، النبي موسى وألمه لان قومه عبدوا الصنم الذي صنعوه من ذهبهم، فقط لانه غاب عنهم لمدة اربعين يوما! وماذا عن هارون؟ قال لاخيه بأن القوم ارادوا ان يقتلوه لانه نصحهم بعدم عبادة ذاك الصنم!
هذا عن بعض الانبياء! ولكن هناك اشخاص منا عانوا الامرين من الكره وقد دخلوا السجون او قتلوا او صلبوا او نكل بهم او سحبوهم في الارض الى ان تقطعت اشلائهم. هذا ما يفعله الكره والغضب يا أحبائي.
لذا لنطبق تعاليم الحياة، لنبدأ بالبيت نفسه. هل نستطيع ان نعيش في حب وننبذ الكراهية! وبيننا وبين الاهل (جميعنا عانينا من الاهل الامرين، ولكن هل يستدعي الامر الى الخصام؟) ومن الاصدقاء كذلك فمن منا لم يعاني من الكلمات الجارحة والبغض من اقرب الناس له، وماذا عن الحكومات ؟ لنأخذ مثلا امريكا او ما يسمى بال CIA فإنهم منعوا الناس من مجرد التفكير وحتى لو كان التفكير سليما. لنذهب الى اليهود والفلسطينيين!! ماذا فعل اليهود بحقهم وهل من داعٍ لهذا التهجير والتطهير العرقي؟  وافريقيا والاستعمار! يا إلهي لا اريد ان اتذكر كتابا قرأته عما فعل الفرنسيين في الجزائر والصندوق الذي يحتوي على عظام الاطفال الذين قتلوا بوحشية وهمجية. وخذ على ذلك الصين واليابان وكوريا والقنبلة الذرية وما فعله الاسبان بالهنود الحمر من قتل وتقطيع وحرق وسلب ونهب.
لقد خلقنا الله وجعل لنا قلب وعقل، لماذا ياترى؟ هل لنكون متوحشين كالحيوانات؟ ام لنكون الشعب المختار الذي سيعمر البشرية ويجعل هذا الكوكب الرائع من اجمل الكواكب. لو تخيلنا ما فعلناه بكوكب الارض! وما الاحتباس الحراري الا ١٪؜ مما فعلناه، خذ من ذلك تلويث البيئة بالمهملات ورمي القاذورات في البحار والمحيطات مما أدى الى قتل الاسماك والاحياء الاخرى التي تعيش فيه! يا للهول!
لو اننا صحينا من نومنا ذات يوم وقلنا ” اليوم سأحب الناس، والارض، والحيوانات والطيور واترك ورائي كل ما عانيته من فلان وفلان” ماذا سيحدث لنا: اولا سنروح عن انفسنا، سيذهب عنا الاكتئاب ، سيعم الفرح في قلبنا، سنكون من السعداء، ربما سيقل الوزن وتذهب عنا الامراض والاحزان.
لماذا اصبح الموت يأتي سريعا؟ لاننا بتصرفاتنا ومجوننا  وأكلنا للطالح من الاكل قد حكمنا على اجسادنا بالموت منذ الساعة التي بدأنا فيها بالغضب والكره.
عندما يجلس الانسان ويتأمل الحياة الوردية تنبعث تلك الالية التي وضعها الله في عقولنا (سيراتونين) وتجعلنا نحب الحياة ومن فيها وذاك يشمل الانسان والحيوان والطبيعة.
تأملوا في هذه الآية:وَإِذَآ أَرَدْنَآ أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا ٱلْقَوْلُ فَدَمَّرْنَٰهَا تَدْمِيرًا

ماهو الفسق الذي تحدثت عنه هذه الاية؟ انه الترف والتلاعب بالناس وأخذ اموالهم بدون حق والسجن والقتل والتوحش.  كل هذه الامور ليست من خلق الله ( إنما قال انا هديناه السبي اما شاكرا واما كفورا) ومعنى هذا اننا لا بد ان نشكر ونتمتع بالحياة بجمالها وان نحب الناس وندعوا لهم وان نعطي بغير حساب. وياليت الناس يفهمون بأن تفحش الامراض ما جاء الا لاننا لم نشكر.

الشكر لله

وشكرا لكم على تحمل كتاباتي