لا هذا ليس اسما لشخص بل احساسا جاءني وأنا أصلي ولذا فقد كتبنه بالانجليزية ايضا.
لطالما حاولت ان اركز في الصلاة حتى لا انسى في اي ركعة انا, فتارة انظر الى موضع السجود وتارة الى الامام وأحاول ان اركز فيما أقوله ولكن ابليس الرجيم يقف لي بالمرصاد وينسيني بعض السجدات او الركعات او انني احيانا انسى السورة التي اريد ان اقولها. لا اكذب عليكم (او على نفسي هنا فأنا الملومة ) ذات مرة لم اتذكر سورة الحمد ومرة لم اتذكر سورة الناس. وغالبا ما يأتي هذا الحقير عندما احاول ان اعمل شيئا طيبا يقربني من السماء. مثال على ذلك انا اقرأ سورة معينة اربعين مرة. تخيلوا معي سورة قصيرة ارددها اربعين مرة ولكن في هنيهه لم اتذكرها فاضطررت الى فتح القرآن لاقرأها من هناك. يا إلهي ما هذا النسيان! وما هذه المهارة التي لديه لكي ينسينا فغل الخير!
حب الله لنا لا يتوقف، فقط تخيلوا كيف ارسل لنا الرسل والانبياء وكيف خلقنا وخلق لنا العقل وهذا الجسم الذي يحملنا ويحتمل الامنا ومشاكلنا لمدة طويلة. تخيلوا القرآن ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للناس. تخيلوا الجبال والانهار والاشجار والحيوانات والطيور وكل السماوات ونجومها وشمسها وقمرها! كل هذا نتغنى به ونكتب الكتب والاشعار ولكن ننسى او نتناسى الخالق. سبحانه الذي لا ينسى!
ماذا عن حبنا له؟ وشكرنا له؟
ها انا اتجول في عقلي لابحث عن سبب بدء هذه القطعة التي اريدها ان تكون فنية ورائعة. وأنا أصلي تذكرت نعم الله علي وقررت ان اشكره بعد الصلاة. لقد انعم الله عليْ كثيرا ومن أجلّ النعم نعمة الكتابة والقراءة! كنت اكتب يوميا وبعدها توقفت لكثرة مشاغلي وتربية الاطفال ( لم يعودوا اطفالا بل كبارا ولديهم اطفالهم) وتدريسهم وعملي في مصنع كبير وكان يتمكن من كل جهدي وحتى في ذلك الوقت كنت اكتب بعض المقالات في مجلة المصنع! ثم انتهيت من دراستي (بدأتها بعد ان اصبحت في الاربعينات من العمر) وتعقدت الامور ولم اجد الوقت للكتابة! ولكن القراءة لم تتوقف فمكتبتي تكبر وتتعدد زياراتي لمحلات الكتب او مزادات الكتب المستعملة في اي مكان في العالم تطأه قدمي. وبدأت فعلا بكتابة مدونتي رسميا منذ عام ٢٠١٠. وها هي تمتلئ بالمقالات وأبدأ بالكتابة في الجرائد ومجلة شركتي والتي اخرجنا منها ما يقارب الاثناعشر مجلة.
وبعدها فكرت في كتابة الكتب ووفقني الله لذلك والحمدلله.
النعمة الاخرى هي نعمة الحياة المرفهة. هذا الشكر لن يتوقف ولن اقول هنا بأنني من خلق هذه الرفاهية لولا نعم الله علي لم اوفق في خلقها.
نعمة الزوج العزيز الذي جعل من حياتي جنة اتوق لها اينما كنت
نعمة الاولاد السعداء والحمدلله هذه ايضا من نعم الله
نعمة الام والاخوة والاخوات واولادهم وهي من نعم الله التي لا تحصى
نعمة الاصدقاء والذين كانوا عونا لي في حل الامور المستعصية وجعل حياتي جميلة
نعمة السفر والتنقل في ارجاء العالم والتمكن من العيش في الفنادق وشراء ما تشتهيه نفسي في اي وقت. وهذه نعمة عظيمة اذ لا يتمكن منها كل شخص في هذا العالم. ويذكرني هذا بشيء حصل لي في عام ٢٠٠١، اذ ذهبت الى العمرة وهناك جلست بمحاذاة امرأة وتحدثنا كثيرا وسألتها لما لم تذهب الى السوق مع البقية! قالت لي قصتها وبأنها قد فازت برحلة العمرة في مسابقة من أحد المساجد التي ترتادها ولانها لا تملك المال لاستخراج جواز سفر (تخيلوا معي! امرأة في الاربعين من عمرها لا تملك جواز سفر) ذهبت الى اصحاب المسجد وقالت بأنها لن تستطيع الذهاب لهذا السبب. رق قلبهم وجمعوا مبلغا من المال واستخرجوا لها الجواز. وهكذا اتت. والى الان اتحسر لاني لم اعطها مالا لتتسوق شيئا ما لاولادها. تعجبت طبعا اذ ها أنا قد سافرت الى الكثير من البلدان وبدون ان افكر في توفير المال اذ كان يأتيني طوعا وهذه من نعم الله ايضا!
الا تستحق هذه الامور ان يتوقف الشخص عندها ويشكر الله عليها؟
الحمدلله والشكر لله على كل عطاءه.