(وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ هَٰذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً ۖ فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ ۖ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)

 تخيلوا معي كيف تخرج ناقة جميلة جدا من صخرة والتي هي معجزة بحد ذاتها وتكون هذه الناقة حاملا ايضا، ثم تلد ويدر لبنها ويسقي طفل الناقة  هذه وكذلك جميع من في البلدة؟ ماذا ستفعلون بالناقة هذه؟ربما سيتنافس المتنافسون ويطلب الاغنياء شرائها بأغلى الاثمان!! ولكن أنظروا ماذا حدث؟

وبالطبع هذا هو حال الناس لطالما استهزئوا بكلام الانبياء

كان قوم صالح والذين يطلق عليهم قوم ثمود، من الاغنياء وكانوا ينحتون الصخور ويبنون البيوت فيها وقد وهبهم الله من كل شيئ ،ولكنهم كانوا من الكافرين وعبدة الاصنام التي ينحتونها من الصخور. ولذا كان النبي صالح ينصحهم بعبادة الله وحده ولكنهم ليس فقط لا يستمعون لكلامه بل يستهزئون به!! وهذا ما جعلهم يطلبون أشياء غريبة. نحن لن نصدق نبوتك ولكن اذا كنت واثقا من  كلامك فليخرج لنا ربك ناقة من هذه الصخرة بالذات ونريد الناقة ان تكون جميلة ونريدها ان تكون  حامل ونريد ان نراها وهي تلد، ونريدها ان تدر اللبن أمامنا كما أننا نريدها ان تخرج من الصخرة أمام عيوننا  (ولم يبقى الا ان يقواوا نريدها ان تلبس الحلي وتتبختر امامنا وتغني) ولذا قام النبي صالح بالدعاء بأن يري الله قومه ما طلبوه لعل وعسى يؤمنون بالله وبنبوة ً صالح. ولكن ماذا حدث؟

بالطبع استمع الله لدعاء النبي والمعجزة هنا هي من نفس مجال عمل هؤلاءالقوم اذ كانوا يبنون أجمل البيوت في الصخور. ومعجزة كهذه لم تكن أعظم من مخلوقات الله وبالخصوص خلقنا نحن وهبته لنا بهذه العقول العظيمة والتي كانت ولا تزال تعطي الناس من الافكار والصناعات والمخترعات وكل ما نجده اليوم بين أيدينا من معجزات.  وهل نرضى؟

الطلب الوحيد الذي تمنى من ان يفعله قومه هو ان يتركوا الناقة تشرب من الماء يوما وهم يشربون يوما آخر. وبالفعل كانت تدر من اللبن بكميات تشبع القوم كله. ولكنهم تآمروا عليها يوم وجدوا الناس تدخل في دين صالح. كيف نسمح لهم بعبادة الله ويتركوا الاصنام؟ وربما هنا كانت الاصنام عبارة عن التوافه التي نتجه لها عندما ننشغل بأمور تغنينا عن ذكر الله! وهذا بالضبط ما حصل لثمود

تآمر القوم وقتلوا الناقة ولم يتوقفوا عند هذا الامر بل طلبوا من صالح أن يأتيهم بالعذاب الذي تحدِث عنه. كما تآمروا على قتل صالح وأهله ولكن هيهات ان يسمح لهم الله بهذا التعدي الصارخ. (قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ* وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ* فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ) فقد دمرهم الله وجائتهم الصيحة أولا للذين قتلوا الناقة (وهم ثمان أشخاص) ثم للقوم الكافرين كلهم. وهنا يفضح المكر وليتنا نتعلم

إن استهزاء الناس بالكتب والدعوات وقتل الانبياء قد تكرر  منذ بدء الخليقة، أخ يقتل أخاه وشعب يبقي نبيه ٩٥٠ سنة يدعوهم وهم لا يستجيبون وشعب يقتل الناقة وشعب مشهور باللواط وشعب يحرق النبي في نار ولكنه يخرج منه سالما، وشعب يتلاعب بالميزان، وشعب يأتيه نبي يخرجه من الظلمات الى النور وبمعجزات تسع ولكنهم بمجرد رؤيتهم لأناس يعبدون الاصنام طلبوا صنما يعبدونه وهم نفسهم الذين تآمروا على النبي عيسى وصلبوه . ثم جاء نبينا بقرآن فصيح وبقى الناس الى يومنا هذا لا يصدقون به؟

ماذا يريد الانسان؟ ولما لا نتعظ؟ هل نطلب العذاب كما طلبه الآخرون من الاقوام؟ هل نسكت عن المعاصي التي يرتكبها أشباه قوم لوط والذين يغشون في البضائع كأشباه قوم شعيب والذين لا يعلّمون الناس كأشباه قريش ووو؟

انا اتخيل بأن الله عز وجل قد تحير من تصرفاتنا وسيأتي يوما نسمع فيه الصيحة التي ستدمر الجميع لاننا كنا اما متهم اما ساكتا ولا ينهى عن المنكر

اللهم احمنا من الشرور ودعنا نسير في طريقك ونسير مع الحق ولو بشعرة واجعلنا من القوم الصالحين