من يا ترى أحب الناس الى نفسي في هذه الحياة؟ أستطيع ان اجزم بأن أمي وأبي يأتون في المرتبة الأولى وبعدهم اخوتي واخواتي وزوجي وابنائي. وتتبع هذه القائمة اهلي والصديقات والأصدقاء ورفقاء العمل الذين صادفتهم طوال أيام حياتي.

لقد استدعى الامر أحيانا ان اُبعد من القائمة اشخاص كنت اعتبرهم من الاصحاب ولكنهم أخرجوني من قائمتهم لأسباب لا اعلمها. قد أكون انا المخطئة في حقهم أو أنهم ظنوا بي الظنون. وما منا لا يظن بالأخرين ويستعجل باتخاذ القرار لإبعاد البعض من قوائمنا.  هذه حال الانسان، فمقولة “يوم لك ويوم عليك ” تنطبق على الجميع. وفي الحقيقة ربما جلسنا في مجالس وتحدث البعض عن اشخاص كانوا يحسبونهم من الأصدقاء ولكنهم تبينوا بأن هؤلاء أناس يحبون اشعال الفتن والتخريب بين الناس بالغيبة والنميمة والافتراء. بعض الناس لهم عشق في افتراء الفتن وكلنا سنقع في هذه الدائرة إذا لم ننتبه، اذ ان المشاكل التي سنقع فيها لا تعد ولا تحصى. ولا اريد ان اذكركم بالآية الشريف “ويل لكا همزة لمزة”

نأتي الى قصة النبي نوح: كان يدعو قومه ليلا ونهارا ويمنيهم بالأجر إذا هم آمنوا بالله، ابنه كان أحد من الناس الذين خالفوه وقالوا له بأنك كذاب ولا يوجد إله وان حياتهم جميلة وأن من اتبع نوح هم الفقراء والمساكين من الناس وكيف لهم ان يجتمعوا مع أناس ليسوا في مستواهم ووووو.  استمر النبي نوح في دعوته ٩٥٠ سنة ولكنهم لم يؤمنوا به. هنا دعا الله بأن يفرج عنه وأن يزيل الكفار من هذه الدنيا.  استجاب له الله عز وجل وطلب منه ان يبني سفينة وان يأخذ معه من كل شيء زوجان ومن آمن من الناس وأهله الذين آمنوا فقط. فبدأ في بناء السفينة ولكن قومه منه يهزؤون اذ لا يوجد قربهم بحر او نهر. فقال لهم مقولته الشهيرة ” إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون”. وعنما جاء امر الله ركبوا في السفينة وقال “بسم الله مجراها ومرسها إن ربي لغفور رحيم”.  جاء الماء كالجبال والامواج تكاد تحطم كل الأشياء التي تمر عليها. هنا نادى نوح ابنه ” يا بني اركب معنا” ولكن الابن رفض وفكر بأن ركوبه الى أعالي الجبال سينقذه من الغرق. قال له نوح ” لا عاصم اليوم من أمر الله”.

بعد ان هدأت العاصفة واستوت السفينة على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين. هنا نادى نوح ربه “إن إبني من أهلي” ولكنك احكم الحاكمين. قال الله “يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح”.

ولابد ان أذكر هنا النبي إبراهيم وكيف تخلى عن أبوه لأنه من الضالين؟ هل فعل شيئا غريبا؟ ام إن شدة ايمانه بالله هي التي دعته للتخلي عن أبيه؟

في الحقيقة موضوع حب الاهل شائك جدا ولكن الله عزوجل سيدلنا على طريق الخير والصواب. اذا كان احد من الاهل ضالا ولن تستطيع ان ترجعه الى الصواب فما عليك الا ان تتخلى عنه

نأتي الى موضوعنا عن محبتنا الى أبنائنا وأهلنا ورفقائنا. فهذه القصة ما هي الا إثبات بأن حبنا الى أبنائنا هو في القلب ولكن ربما لابد ان نربيهم ونحسن في تربيتهم ليكونوا من الصادقين والمؤمنين ومن الذين يحبون الخير ويحبون الله ولا يرتكبون المحرمات والحماقات التي تبعدهم عن طريق الحق. وربما فعل أحد الأبناء شيئا يغضب الاب أو الام فما هم الحل؟

في اعتقادي إن حب الأبناء لا ينتهي من قلوبنا وحتى لو فعلوا ما لا يرضي الله عز وجل ولكننا لابد من أن ننبهم بأن طريق الحق محاط بالعقبات ولابد الا يهابوا طريق الحق وطريق فعل الخير وحب الناس والابتعاد عن الشر والاعمال الاجرامية التي تضر بالناس.

لا تيأسوا من رحمة الله واستمروا في فعل الخير وتربية الأبناء والمحافظة على الاهل والأصدقاء المحبين للخير.

ولكننا لا بد أيضا ان نكون قدوة حسنة للجميع وننشر المحبة والطمأنينة في قلوب الاخرين.

لأننا من هؤلاء الناس الذين ينشرون الفرح في قلوب الاخرين لذا نريد ان نبقي أنفسنا في قوائم الاخرين.