كان جالسا في الصالة يأكل قطع البطيخ ويكسر حبات الفستق ويشاهد ما يعرض على شاشات التلفزيون أمامه بدون اي اهتمام. أحضرت الخادمة إفطاره ، اولا حبوب الشوفان مع الحليب ثم قطعة من جبنة الشيدر مع قطعة باگيت (نوع من الخبز الفرنسي) مدهونة بزيت الزيتون والزعتر، وبعدها بيضة مسلوقة مع جبنة الايدام الهولندية. ثم شرب العصير والشاي الأخضر وكأس به حبوب الشيا  منقوع في الماء . لهذا الرجل ذوق رفيع في الاكل ويعرف ما يريد.

تحيطه التحف الفنية واللوحات الرائعة، فهنا لوحة دالي، وأخرى من بيكاسو، وتحف وتماثيل اشتراها من مزادات كريستيز وسوثوبي المشهورة عالميا. انه لا يختار هذه التحف لقيمتها المالية فقط بل لجمالها ودقة صنعها.  كما توجد العديد من التحف المصنوعة من الزجاج المنفوخ وغيرها

 بعد الافطار تحدث مع أولاده بحديث شيق فعلى الرغم من سنه الا انه يتذكر اي سطر من اي كتاب سيقوله ومتى قرأ ذلك الكتاب، وأين قرأه وربما من أين اشترى الكتاب وبكم أومن أهداه إياه وأين تم ذلك.  يتذكر من جلس معه عندما كان يقرأ الكتاب ولمن تحدث عن ذاك الكتاب وماذا   اتضح عند المناقشة، دقته المعهودة وذاكرته العجيبة التي تغلب قوة محرك قوقل ستكون احدى الاشياء التي سنفتقدها بعد عمر طويل ان شاء الله

غادر الابناء كل الى شأنه وبَقى في مكانه جالسا قبالة التلفزيون ويشاهد الأخبار طيلة النهار ويقلب محطات التلفاز بغير اهتمام،  وجد خبرا عن احتمال ان ينقرض البترول؟ نعم؟ ينقرض البترول؟ لم يمر اكثر من نصف قرن على اهم مشروع اتممته في حياتي؟

طلب من مساعده ان يسنده لكي يقف بالقرب من الشباك ليستمتع بمناظر الحديقة وما فيها من تماثيل وطريقة تنظيم الحدائق الجميلة ثم رجع الى مكانه على تلك الاريكة المريحة واسند ظهره على تلك الوسائد الجميلة والتي صنعت بطرق فنية مستوحاة من قصص عالمية روسية والمانية وفرنسية.

يقرأ من بين النصوص التي تظهر في اسفل الشاشة بأن بلدا يكتشف النفط في ارضه، ويرجع ٥٥ عاما للوراء ليتذكر كيف انه شم رائحة النفط واحضر الشركات لتنقب عنه

فتذكر رحلته الى بريطانيا وامريكا لمقابلة الشركات العملاقة في ذاك الزمان الذي لم نعرف فيه البترول ولكنه شم رائحته في تلك الصحراء القاحلة. تذكر المعاهدات والاتفاقيات التي وقعها مع هذه الشركات

تذكركيف حضرت الشركات لتخرج البترول من باطن تلك الدولة وبدأت المسيرة! كيف ان كل الاجتماعات كانت تحدث فقط عندما يكون هو هناك وما عليك الا التمعن في أرشيف الصور لتراه خلف الحاكم وهو يوقع على تلك الأوراق. تذكركل ما فعله وما نتج عنه من رقي لذلك البلد الذي احبه واحب شعبه لطيبتهم واحتفائهم به. بلا شك قد ساهم في بناء تلك الصحراء القاحلة.  ومن هذا لذاك بدأت المعالم تتضح شيئا فشيئا، وعاش الجميع في بلد كان مقدر له ان يبقى صحراء وميناء صغيرلولا تفكيره. وتم تعليم أبناء الحاكم ليرجعوا ويمسكوا بزمام الأمور وتمت تربيتهم حسب ما يحتاج البلد في تطوره

أين هو هذا البلد؟ ولما الضغينة؟ فكر في هذا وقلب المحطة مرة أخرى وتوقف عند اغنية لأم كلثوم كان يعرفها جيدا ويعرف الشاعر الذي كتبها. يا لها من ايام! لكنه ابدا لا يقول “لولا الزمان يعود يوما” . كان بيته يعج بالناس، من سياسيين الى علماء الدين، ممثلين، مغنيين، شعراء، كتاب، وزراء، سفراء وبالطبع التجار والبائعين وما اكثرهم.  كل يطمع لخدمة من السيد الكبير

خفض صوت التلفزيون وانتقل الى الطاولة ليقرأ رسائله من الحاسب الالكتروني وساعة تتنقل عيناه بين صور ابيه وجده وصور العظام اللذين التقاهم في حياته وساعة أخرى يتحدث بالهاتف مع زوجته الراقدة في المستشفى وتارة يلعب لعبة السوليتير على الكمبيوتر. هل أصبحت حياتي بهذا البطئ ؟ كانت الناس تتهافت للقائي؟ ولكني الان وعندما بلغ العمر مني هذا المبلغ أصبحت وحيدا لا أرى في حياتي غير مساعدي الأمين وحفنة من المقربين وأولادي الاعزاء.

أولاده يحبونه حبا جما ومن الواضح بأن الحب هو حب ابن لوالده وليس فقط لاجل الاحترام لما فعل هذا الوالد. تراهم يستمعون وينصتون لكل ما يقوله لعلهم يتعلمون شيئا جديدا يساعدهم في حياتهم.  تراهم يكررون ما قاله في جلساتهم مع الأصدقاء ويتسامرون معا ويتذكرون ما فعله الوالد لأجلهم طيلة حياتهم. ومع إن الثروة التي لديهم لا تحصى ولكنهم يعملون بجهد ولا يضيعون دقيقة واحدة من حياتهم على التوافه من الأمور. انا اعزهم كثيرا.  اما الوالدة فلها مودة خاصة في قلبي ولا زلت أتذكر ذاك الغداء اللذيذ الذي طبخته لي وتلك الهدايا وذاك الحديث الشيق وحقيبة الصور التي حظيت بفرصة مشاهدتها والتي لخصت لي حياتهم منذ بدأها

فجأة تأتيه مكالمة من رئيس بلد ما ويتحدث معه بعض من الوقت ثم يأتي خادمه الأمين ليجلب له شاي الضحى. ولكن عقله يعمل بطريقة اخرى فهو هنا ويتحدث مع الجميع ولكنه أيضا هناك يتذكر سنواته في جعل تلك البلد من البلدان التي يقاس عليها النجاح. كيف ساهم في فتح المصانع والمدارس وغيرها من سبل التنمية. كان هناك وفعل واليوم وهو هنا يفعل ولم يمنعه كبر السن من الحديث عن الشعر والقران والأدب والفن، ولكني اعتقد بأنه توقف عن شراء المزيد من الانتيكات ربما لان عنده الكثير منها او لأن هذه التحف تحتاج من ينظر لها ويتأملها ويعجب بها.  انه يفكر بأن الانسان لديه حدود في طول حياته ولكن عقله يدفعه الى مسح هذه الجملة لأنها غير مرتبطة بالكلمات والجمل الايجابية التي مرت عليه من قبل.  حتى عقله يفكر بطريقة أخرى. انه يفكر ان يصلح ما افسده الدهر ليبقي سيده في احسن حال.

 جاء وقت الغذاء والتقى الجميع وهو جالس في نفس المكان في بيت به ٤٠ غرفة صممت كل منها على طراز لوي ١٦، به مصعد يأخذك للطابق الذي ستسكن فيه ولكن الصعود على الدرج ممتع جدا على الرغم من تعدد الدرجات، لأنك ستستمتع بالنظر من النوافذ الى الحدائق الغناء والتحف والرسومات الفنية الموزعة على درابزين العتبات بطريقة رائعة. كما يوجد في القصر معالم من أفضل الفنانين في العالم ولديه البصيرة ليكتشف المصممين اذ يمتلك اول منتج لكل منهم مثلا اول شنطة صنعها شواروفسكي وأول أسورة لكريستيان ديور وهكذا. تحف بالبيت حديقة غناء بها العديد من المنازل الصغيرة للخدم ولمدير القصر وكذلك بحيرة بها بط وسمك. والكثير من الأشجار الكثيفة المليئة بالطيور والسناجب

 وأما عن مجموعات التماثيل في داخل البيت وخارجه فكلها تنتظران يتطلع لها ويبدي اعجابه بها وبمن صنعها، لقد رآها وغمزت له حينذاك ( كان ابن السيد يختار بعض من المقتنيات الفنية ويريها الاب قبل إتمام عملية الشراء) وهو الوحيد الذي رأى تلك الغمزة فكان يذهب الى مزادات بيع التحف ويلف وعندما يجد فيلا او غزالا او رجلا او امرأة او عصفور تتطلع اليه يختارها ولكنه يمر مرور الكرام على بقية التحف لأنها لا تثير في نفسه اية ثائرة. وعند شرائها لا يتجه فكره الى الحصول على افضل العروض عند اعادة البيع بل في جمالية هذه التماثيل عندما تنصب في بيته او قصوره. فتراه يتحدث معها تارة ويغني لها تارة أخرى او يقرأ لها الشعر الذي يحبه كثيرا

كان الحديث شيقا في وقت الغداء، تحدث الأبناء عن اخر اخبارهم وما ينوون فعله عندما يرجعون كل الى بيته، كما اخبرهم عن مكالمته مع رئيس الدولة وعن بعض الناس المحتاجين والطلاب وما اليه

بعد الغذاء ذهب كل الى مكانه وذهب ليأخذ قسطا من الراحة لكثرة ما قضى من الاعمال في ذلك الصباح

في تلك الليلة لاحظت التماثيل والصور والتحف بأن السيد قد مر من امامهم على غير عادته فإنه لا يتطلع اليهم ولا يأتي لزيارتهم والاستمتاع بالحديث اليهم! فقد كان يتحدث معهم ويعرف أسمائهم ومن جعلهم تماثيل وتحف ومن هم الشخصيات التي وضعت في تلك الصور الفنية! بل ويعرف من اين اشتراهم ومن كان يملكهم قبله. وربما لديه دفتر يحتوي على تلك المعلومات وربما قد ادخلها أبنائه في الحاسب الالكتروني الذي يستخدمه الان للعب

 لذا فقد قرروا ان  يجتمعوا في تلك الليلة بالقرب من النافورة الجديدة. وما لم يعلموه هو ان معظم تماثيل الحديقة قد تجمعت هناك لما اثاره البناء الجديد من فضول لديهم،  وتساءلوا عن السيد الكبير وبأنه لا يأتي للتريض في الحديقة كما كان يفعل في الماضي! لقد اشتاقوا جميعهم اليه، كان يمتعهم بحديثه ونقاشاته. لقد انتبهوا أيضا بأن زيارات الناس له قد قلت عما كانت في الماضي والذي لم يكن سحيقا؟ اخذ كل منهم يتسائل اذا ما كان من واجبه ان يفعل شيئا حيال ذلك؟ كان يخرج في السيارة على الأقل مرة كل يوم ولكنه قد توقف عن ذلك الان؟ لماذا، لماذا؟ تساؤلات كثيرة ولكن لا يجدون لها جوابا؟ ماذا سيفعلون؟

لذا قررت التماثيل في الحديقة ان الى طبيعتها وتصبح أناس ، اما تماثيل الحيوانات في الحديقة فقد دبت فيها الحياة وقامت  تنادي على الطيور والفراشات والغزلان وقام الجميع بالتحدث وقرروا ان ينصبوا الكراسي ويشعلوا الأضواء ويعملوا حفلة كبيرة يدعون فيها اسماك البحيرة والسناجب وكل حيوان وحشرة في الغابة.  وفِي تلك الأثناء تستيقظ التماثيل الأخرى المصفوفة بأناقة في البيت والشخوص في اللوحات والتحف الفنية وتذهب لتحتضن اصدقائها المشاغبون واللذين قد كان مصيرهم ان ينصبوا في الحديقة والا فسوف يستيقظ اهل البيت عندما يسمعون ضجيجا لا يحتمل داخل البيت

  قام كل واحد منهم بعمل حتى انتهوا من جعل المكان احلى مكان لإقامة الحفل واعدوا الطعام والشراب واعتدوا للسيد وخادمه الأمين اريكة وثيرة   ليجلسا عليها، ولمعرفتهم بأن السيد يحب الموسيقى والسنفونيات والشعر فقد تقاسموا الأدوار وقرروا ان يبدأوا بسنفونية بحيرة البجع لشايكوسفسكي

وابتدأت السنفونية! وهنا كانت المفاجأة اذ لم يصحو احد؟ لماذا؟ تساءل الجميع! لماذا لم يسمعوا الأصوات الصادرة من تلك الحديقة؟ الم يلاحظ احد بأن البيت لا توجد به أي من المقتنيات؟ لذا فقد قرروا ان يذهب التمثال المحبب الى نفس السيد ليوقظه من النوم ويوقظ الخادم الأمين. ربما سيرفه عنه هذا العمل الارتجالي! من هو التمثال المجبب؟ انه تمثال المرأة الجالسة بجانب الدولفين فطالما حكى لها عن حبه للبحر وكيف انه كان يتمنى الذهاب الى رحلة بحرية طويلة ولكن الوقت لا يسعفه كما انه كان يود السباحة مع الدلافين لانه سمع مرة بأن الدلافين باستطاعتهم شفاء المرضى

ذهبت المرأة ودولفينها الى غرفة السيد وايقظته من النوم؟ لم يشتعل غضبا اذ كان يعرف بأنها من المتحولين، كان يختار التماثيل التي كانت أناسا وتجمدت بفعل ساحر. وها هو اعتقاده يتحقق. كان يعرف بأنه سيكون لوحده في يوم ما وبأن هذه التماثيل التي جمعها طيلة حياته ستكون المتنفس الوحيد له.  سألها عما تريد؟ ولماذا توقضه في هذه الساعة المتأخرة؟ رد الدولفين وهو ينطنط ويتكلم مثل الأطفال: بأننا قررنا إقامة حفلة جميلة لك، نحن نفتقدك كثيرا يا سيدنا؟ ونريدك معنا ترتع وتمرح! ضحك السيد من كلامه ووافق بشرط ان لا يسندوه ويدعوه يمشي لوحده! هنا قالت المرأة بأنهم قد اعطوه نفحة جديدة من القدرة وبأنه سيمشي لوحده.  استغرب كثيرا من قدرته على الجلوس على السرير لوحده والوقوف على الأرض لوحده! واحظروا له الشبشب والروب دي شامبر حتى لا يشعر بالبرد، وقال الدولفين وهو يمشي معه بأنهم قد حضروا له عشاء لذيذا مكونا من كل الاطباق التي يحبها. ومن اليوم سيفعلون الشيئ نفسه كل ليلة ليدخلوا الفرح الى قلبه

ابتدأ الحفل عندما وصل العم، وجلس في المكان المخصص له بينما ذهبت المرأة والدولفين لأيقاظ الخادم الأمين الذي استشاط غضبا عندما قالوا له بأنهم قد ايقظوا العم أيضا وهدأوا من روعه بأن العم مشى بنفسه وبأنه جالس ومرتاح ومستمتع بالطعام اللذيذ وجاهز للإستماع الى السينفونية الثانية

بدأ العزف وانتشر صوت الموسيقى الحالمة لسوناتا بيتهوفين في ارجاء الحديقة وكان الجميع مستغرقون في هذا الجمال والليلة الجميلة والنجوم المنتشرة في السماء والهواء العليل

ثم تقدم الشاعر ليلقي شعرا يحبه العم للشاعر عمر الخيام وهنا تذكر العم انه أيضا قد استمع للرباعيات عندما غنتها ام كلثوم وقد ذهب الى حفلتها في القاهرة: بدأ يتذكر الابيات واصرت التماثيل ان يقولها لهم

سمــعت صـوتاً هاتــفاً في السحر نادى من الغـيب غفاة البشر

هبوا املأوا كــأس المـنى قبل أن تملأ كأس العـــمر كف القدر

لا تشـــغل الـبال بماضى الزمان ولا بـــــآت العيش قبل الاوان

واغنم من الحــاضـر لـذاته فلـــيس فى طبع الليالى الامان

غدٌ بظـــهر الغـــيب واليوم لــي وكم يخيب الظـن فى المقــــبل

ولســت بالغافـل حــتى أرى جمال دنياى ولا أجتـلى

القـــلب قـــد أضناه عشق الجــمال والصدر قد ضاق بما لا يُقــال

يارب هل يرضـــيك هذا الظمأ والماء يـنساب أمامى زلال

أولى بهذا القـــلب أن يخفــق وفي ضـــرام الحب أن يُحرق

ما أضيع الـيوم الذي مـر بـي من غير أن أهوى وأن أعـشق

أفـــق خفـــيف الــظل هذا السـحر نادى دع الـــــــنوم وناغ الوتر

فــــما أطـــال الـنوم عـــــمراً ولا قصر فى الأعمار طول السهر

فـــــكم تــوالى اللـيل بعد النهـار وطال بالأنـجم هذا المدار

فامش الهـــوينا إن هــذا الثرى من أعين ساحـــــرات الإحورا

لا توحش النــــفس بخوف الظنون واغنم من الحاضر أمن اليقين

فقد تســـاوى فى الثرى راحلٌ غداً وماضٍ من الوف الســنين

أطفىء لظى القلب بشهد الرضاب فإنما الايام مثل السحاب

وعــــيشنا طيف خيال فنل حظك مـنه قبل فوت الشــباب

لبست ثوب العيش لم استشــر وحــرت فيه بين شتى الفكر

وسوف أنــــضو الثوب عني ولم أدرك لمـاذا جئت وأين المفر

يا من يحـار الفهم فى قدرتك وتطلب النفس حمى طاعـــتك

أسـكرنى الإثـم ولكننى صـــحوت بالآمال فى رحمتك

إن لم أكن أخلصـــت فى طاعتك فإننى أطمع فى رحمتك

وإنمـا يشـــــفع لي أننى قد عـــــشت لا أشرك فى وحدتك

تُخفى عن الـناس سنى طلعتك وكل ما فى الـكون من صنعتك

فأنت محـــلاه وأنت الـذي تـــرى بديــع الصنع فى آيــتك

إن تُفصل القطــــــرة من بحرها ففى مـداهُ منتهى أمرها

تقاربت يارب ما بيننــا مسافة البعد على قــدرها

ياعالم الأسـرار علم الـــيقين ياكاشف الضر عن البائسيــــن

ياقابل الأعــذار عدنا الى ظلك فاقــبل توبـة التائبيــن

وعندما انتهى العم من الشعر جاء احد الطيور وامسك بالعم وطار به الى السماء وبين النجوم والكل مشدوه بهذا المنظر ويتمنى ان يكون العم على ما يرام

انتهت الحفلة قبل الفجر وعاد الجميع الى مكانه ورجع العم الى غرفته بنفسه ونام قرير العين

عندما صحى صباحا ضن انه كان يحلم! ولكنه استطاع ان يقوم من فراشه واخذ حمامه وتوجه الى مجلسه. استغرب خادمه الأمين الذي لم يذكر ما حدث معه ليلة البارح. ولكنه فرح كثيرا.  احضر له الإفطار واجتمع الأبناء وتحدثوا طويلا قبل ان يذهب كل منهم الى أعمالهم ولم يعلموا بما حدث ولكنهم لاحظوا بأن الاب فرح جدا

يستمر في تفكيره!! هل نجح في حياته وهل سيستمر في النجاح؟ انا اقول نعم ويرتفع صوت التماثيل وكل من في اللوحات والاناس المجسمين والاناس المرسومين في اللوحات والحيوانات القابعة في البيت والحديقة الفارعة والاسماك والبط في البحيرة ويقولون معي: يحيى عمي