من منا لا يحب المال او العز او الاولاد او الملك؟ فها هو النبي سليمان يطلب من الله عزوجل ان يعطيه ملكا لا يحصل عليه اي شخص منبعده. و وقالت الاية ان المال والبنون زينة الحياة الدنيا كما قالت الاية الاخرى  بانه زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة. كما جاء القرآن بالالاف من الايات التي تذكر حب المال وغيره وكذلك جاء بضرورة حب الخير للجميع. مثلا اعطاء الفقير والمسكين واليتيم والاسير كلها من الاعمال المحببة لقلب الانسان وأنا متأكدة بأنكم جميعا ستهبون للمساعدة اذا استطعتم لذلك سبيلا ورأيتم المريض المحتاج او الفقير الذي لا يجد ما يأكل او البيت المهدم فإعطاء الصدقة ليس عبث وإنما هو احد صور الانسان والذي ذكر الله في احد آياته وانك على حب الخير لشديد.

 

  لنرجع الى قصتنا وهي عن قارون والمذكورة في سورة القصص آية ٧٦-٨٢:

.[سورة القصص: الآيات 76- 82]:

{إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيما آتاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا وَأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78) فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحًا وَلا يُلَقَّاها إِلاَّ الصَّابِرُونَ (80) فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَما كانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ (81) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا لَخَسَفَ بِنا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ (82)}.

حسب البحث الذي عملته لا يوجد توقيت لقصة قارون، هل هي في أيام حياة بني اسرائيل في مصر او بعد ان خرجوا منها او بعد ان مات عنهم النبي موسى.  وربما هو من ضمن هؤلاء الذين أرسل اليهم النبي موسى حسب الآيات ٢٣،٢٤ من سورة غافر وما معناه ان قارون هو من ضمن الناس الذين ارسل من أجلهم النبي موسى والله اعلم

وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴿٢٣

إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ﴿٢٤

ولكن آيات سورة القصص تتكلم عن قارون وكنوزه وكيف اغلق عليها بالمفاتيح الى درجة بأنه لم يستطيع ان يحمل تلك المفاتيح من كثرتها وثقلها. ويمشي بين قومه وهو فرح بأنه اغناهم وقومه يناشدونه بأن لا يفرح لان الله لا يحب الفرحين (او الناس المتمسكين بكنوزهم) وضلوا يذكرونه بأن هناك حساب وكتاب وأنه اذا احسن في هذه الدنيا سيرحل عنها من الكرماء ولكنه أبى ان يستمع لهم وضل يستزيد من الاموال والمجوهرات حتى جرى المثل بأن ” هذا الشخص لديه ملك قارون” والعياذ بالله.

المهم في يوم من الايام خرج من قصره وهو مرتدي اجمل ما لديه من ثياب وجواهر وهو يتمختر بين الناس وكلهم مشدوهون ويتمنون ان يصيبهم بعض مما عنده من نعمة ولكن بعضهم ضل يحذرهم بأن المال لله ولابد من ان ننعم به ونتصدق. قارون لم يحب ان يستمع لهم وقال ان هذا المال هو ماله وهو الذي جمعه ولا دخل للاله به ،هنا تأتي الطامة الكبرى اذ خسف الله به الارض واختفى هو وداره وامواله تحت الارض. خاف الناس وحتى هؤلاء الذين تمنوا بعض مما عنده من تمنياتهم حتى لا تخسف الارض بهم كذلك.

 

المغزى من هذه الايات ومن قصة قارون واضحة جدا ولو إن البعض لا يحب ان يراها، اذ ان المال لله وما عندنا يأتي من عنده وبأننا مسئولون عن اليتامى والاسرى والمساكين وكل من هو في عوز.

 

لنعطي من مالنا حتى يبعث فيه الله البركة وكلما اعطسنا سيزيد ما لدينا من مال.  نرجع الجملتي الشهيرة بأن المال مثل حفرة في الرمل كلما اخرجنا منها حفنة ترجع كما هي او أكثر.

دعوا حفركم تكبر فالله كريم.